top of page
رائحة الفراق
د. إكرام لغمامي
المرة الأولى التي انفصلنا فيها احترق مصباح غرفتي. لم أكن أملك مصباحا احتياطيا، واكتشفت في تلك الظلمة الإجبارية، أنني كذلك لم أكن أملك قلبا احتياطيا.
في المرة الثانية التي انفصلنا فيها، كنت قد خزنت ما يكفي من المصابيح لإنارة بيوت حي بأكمله. لم يحترق المصباح تلك الليلة، لكن المجاري طفحت وغرق الحمام في مياه الصرف. انتحبت طوال الليل، فرائحة البيت الكريهة بدت عادية مقارنة برائحة الفراق.
في المرة الأخيرة كانت عيناي قد سئمتا الأمر. لم تذرفا قطرة، لكن غيمة سوداء عظيمة تصاعدت من صدري، بعد أن تبخرت كل آمالي في أن أحتفظ بك. ما تزال تمطر فوق رأسي حتى الآن.
د. إكرام لغمامي قاصة ومدونة مغربية من مواليد 1991. حاصلة على الدكتوراه في اللسانيات التطبيقية. لديها مجموعة قصصية منشورة عنوانها "صوبريميسا" وفائزة بعدة جوائز أدبية.
bottom of page