top of page

تمرد

محمد حامد

تمرد

قبضوا عليه لأنه يرفع صوته في مواجهة الظلم ولا يخشى شيئًا، وألقوه بعدها داخل زنزانة فردية ضيقة ومظلمة كالقبر لا يعرف ليله من نهاره، ومرَّت الأيام عليه وهو صامد والابتسامة لا تفارق وجهه ليؤكد لهم أنهم لن يستطيعوا كسره أو إجهاض تمرده الذي تربى عليه منذ صغره، فبتروا قدمه اليسرى حتى لا يستطيع الوقوف ويرقد ذليلًا، فاستعاض عنها بعكاز، فبتروا القدم الأخرى أيضًا، فأشار لهم بعلامة القوة بيده وأنه أقوى مما يظنون، فقاموا ببتر يديه فظل صوته صادعًا داخل الزنزانة ليعلن عن تمرده دون خوف، وفي النهاية قرروا بتر لسانه وظنوا حينها أنهم قد انتصروا عليه، فأعلن تمرده عليهم بصمته.


محمد حامد حاصل على ليسانس شريعة وقانون من جامعة الأزهر. فاز في مسابقة عابرون عامي ٢٠٢١ و٢٠٢٢ بقصتي: "عالم افتراضي"، "الساعات الأخيرة لبني البشر" كما حصل على المركز الأول في الشعر على مستوى جامعته في عام نشر أول عمل فردي له وهو قصة في أدب الناشئة تحت عنوان: «خطة رامي».

bottom of page